اعتقد سكان شمال النرويج قديماً أن "تور" إله الخصب يعبر السماء في عربة يجرّها كبشان عظيمان وكلما رفع "تور" مطرقته في الهواء أبرقت الصواعق و أرعدت العواصف.
وعندما تبرق السماء وترعد يسقط المطر وكان المطر عنصراً حيوياً للفلاحين ولذلك عبد "تور " بوصفه أله الخصب
وقد حاول العمالقة "قوى الفوضى" تدمير المملكة التي تضم في داخلها منزل الآلهة "ميدجارد" باختطافهم آلهة الخصب "فريا" وبذلك لن ينمو النبت في الحقول ولن تلد السماء وكان على آلهة الخير إحباط مسعاهم
وذات صباح أفاق "تور" ليكتشف سرقة مطرقته في أثناء نومه فغضب غضباً شديداً ثم اصطحب صديقه "لوكي" وذهبا إلى "فريا" ليستعيرا جناحيها ويطيرا إلى منزل العمالقة ويريا إن كانوا هم الجناة وعند مقابلة ملك العمالقة "تريم" تباهى بأنه الفاعل ولن تستعيد الآلهة المطرقة إلا إذا وهبت "فريا" زوجة له.
وهكذا كانت الأزمة فقد أصبح العمالقة يملكون أخطر سلاح دفاعي لدى الآلهة فهي لا تجلب المطر فحسب وإنما هي سلاح لمنازلة قوى الفوضى الخطيرة وإن بقي السلاح معهم فهم أصحاب السلطان المطلق على عالم الآلهة والبشر .
وإن وهبت ملك العمالقة آلهة الخصب "فريا" فسوف يحلّ الجفاف وتفنى الآلهة وبعد العودة خطرت للآلهة فكرة بارعة :
وهي أن يتنكر "تور" في ثياب العروس ويكون أشبه بامرأة فلا مجال بالتضحية "بفريا" وعملاً بالفكرة تزيّن "تور" واصطحبه "لوكي" على أنه وصيفة العروس وبعد وصولهما منزل العمالقة كانت تنتظرهما وليمةً كبرى احتفالاً بالزواج.
وفي أثناء المأدبة التهمت العروس طعاماً هائلاً وهذا ما أصاب العمالقة بالدهشة وكاد يفتضح الأمر لولا تبرير "لوكي" أن العروس لم تأكل منذ ثماني ليالٍ لفرحها بالحضور والزواج.
ثم رفع "تريم " الغطاء عن وجه العروس ليقبّلها وما إن اقترب منها حتى تراجع أمام نظرات "تور " والشر يقدح منهما.
وكذلك أنقذ "لوكي " الموقف : إن العروس لم تغلق عينيها مدة ثماني ليالٍ متصلةٍ لسعادتها بالزواج إلا أن اطمأنّ ملك العمالقة وأحضر المطرقة.
واستطاع "تور" استعادة المطرقة فانفجر في نوبة ضحك ونزع زينته وقتل "تريم " ثم صرع بقيّة العمالقة.