وفد أبو الربيع على أبي جعفر المنصور وكان صديقاً له قبل أن تفضي إليه الخلافة وكان يكتب معه الحديث فلما دخل عليه, قال: يا أبا الربيع ما حال عيالك ؟ قال: كما علمت يا أمير المؤمنين . فدفع له ألف دينار , وقال : خذها ولا تأتنا بعد يومك هذا , وكان المنصور يشتهي ألا يعود إليه لشيء في نفسه , فأخذها أبو الربيع وانصرف .
فلما كان رأس الحول جاءه فدخل عليه وسلم , فلما رآه المنصور ...
قال : ألم أقل لك لا تأتنا ؟
فقال : يا أمير المؤمنين لم آتك سائلاً و إنما أتيتك مسلّماً .
فأعطاه ألف دينار وقال : خذها ولا تأتنا بعد يومك هذا لا سائلاً ولا مسلّماً ، فأخذها وانصرف.
فلما كان رأس الحول أتاه فقال له المنصور : ألم أقل لك لا تأتنا ؟
فقال : لم آتك مسلّماً ولا سائلاً وإنما أتيتك مستملياً دعاء ًكنت أسمعه عنك عقب الصلاة .
فدفع له ألف دينار وكتب له الدعاء وقال: لا تأتنا مسلّماً ولا سائلاً ولا مستملياً ولا تدع بهذا الدعاء فإنه غير مستجاب .
قال: ولم يا أمير المؤمنين ؟
قال: لأنني سألت الله تعالى به أن يريحني منك منذ ثلاث سنين فلم يستجب.