القصة الثالثة عشر
ملك لسنة واحدة فقط...
منذ زمن طويل كانت هناك مدينة يحكمها ملك
وكان أهل هذها لمدينة يختارون الملك بحيث يحكم فيهم سنةواحدةفقط ...
وبعد ذلك يرسل الملك إلى جزيرة بعيدة...
حيث يكمل فيها بقية عمره ويختار الناس ملك آخر غيره وهكذا ...
أنهى أحد الملوك فترة الحكم الخاصة به وألبسه الناس الملابس الغالية وأركبوه فيلاً كبيراً ..
وأخذوا يطوفون به في أنحاء المدينة قائلين له وداعاً...
وكانت هذه اللحظة من أصعب لحظات الحزن والألم على الملك وجميع من كان قبله...
ثم بعد ذلك وضعوه في السفينة التي قامت بنقله إلى الجزيرة البعيدةحيث يكمل فيها بقية عمره
ورجعت السفينة إلى المدينة...
وفي طريق العودة اكتشفوا إحدى السفن التي غرقت منذ وقت قريب...
ورأوا شاباً متعلق بقطعة من الخشب عائمةعلى الماء فأنقذوه وأخذوه إلى بلدتهم...
وطلبوا منه أن يكون ملكاًعليهم لمدة سنة واحدة
ولكنه رفض في البداية ثم وافق بعد ذلك ...
وأخبره الناس على التعليمات التي تسود هذه المدينة ...
وأنه بعدمرور 12 شهراً سوف يحمل إلى تلك الجزيرة
التي تركوا فيها ذاك الملك الأخير...
بعد ثلاث أيام من تولي الشاب للعرش في هذه المدينة سأل الوزراء هل يمكن أن يرى هذه الجزيرة ...
حيث أرسل إليها جميع الملوك السابقين
ووافق ا لوزراء وأخذوه إلى الجزيرة
ورآها وقد غطت بالغابات الكثيفة
وسمع صوت الحيوانات الشريرة وهي تنطلق في أنحاء الجزيرة نزل الملك إلى الجزيرة وهناك وجد جثث الملوك السابقين ملقاةعلى الأرض وفهم الملك القصة
بأنه مالبث أن ترك الملوك السابقون في الجزيرة حتى أتت إليه الحيوانات المتوحشة وسارعت بقتلهم والتهامهم
عندئذ عاد الملك إلى مدينته وجمع 100 عامل أقوياء وأخذهم إلى الجزيرة وأمرهم بتنظيف الغابة وإزالة جثث الحيوانات والملوك السابقين وإزالة قطع الأشجار الصغيرة
وكان يزور الجزيرة مرة في الشهر ليطل على سير العمل وكان العمل يتقدم بخطوات سريعة فبعد مرورشهر واحد أزيلت الحيوانات والعديد من الأشجار الكثيفة وعند مرورالشهر الثاني كانت الجزيرة قد أصبحت نظيفة تماماً
ثم أمر الملك العمال بزرع الحدائق في جميع أنحاء الجزيرة
وقام بتربية بعض الحيوانات المفيدة مثل الدجاج والبط والماعز والبقر ...الخ
ومع بداية الشهر الثالث أمر العمال ببناء بيت كبير ومرسى للسفن
وبمرور الوقت تحولت الجزيرة إلى مكان جميل وقد كان الملك ذكياً
فكان يلبس الملابس البسيطة وينفق القليل على حياته في المدينة في مقابل أنه كان يكرس أمواله التي وهبت له في إعمار هذه الجزيرة
وبعد مرور 9 أشهر جمع الملك الوزراء قائلاً
أنه يعلم أن الذهاب للجزيرة يتم بعد مرور 12 شهر من بداية حكمه ولكنه يود الذهاب إلى الجزيرة الآن ولكن الوزراء رفضوا قائلين حسب التعليمات لابد أن تنتظر 3شهور أخرى ثم بعد ذلك تذهب للجزيرة
مرت الثلاثة شهور واكتملت السنة
وجاء دور الملك ليتنقل إلى الجزيرة
ألبسه الناس الثياب الفاخرة ووضعوه على الفيل الكبير
قائلين له وداعاً أيها الملك
ولكن...
الملك على غيرعادة الملوك السابقين كان يضحك ويبتسم
وسأله الناس عن ذلك فأجاب بأن الحكماء يقولون:
عندما تولد طفلاً في هذه الدنيا تبكي بينما جميع من حولك يضحكون
فعش في هذه الدنيا واعمل ما تراه حتى يأتيك الموت
وعندئذ تضحك بينما جميع من حولك يبكون
فبينما الملوك السابقين كانوا منشغلين بمتعة أنفسهم أثناء فترة الملك والحكم
كنت أنا مشغولاً بالتفكير في المستقبل وخططت لذلك
وقمت بإصلاح وتعمير الجزيرة
وأصبحت جنة صغيرة يمكن أن أعيش فيها بقية حياتي بسلام
أن هذه الحياة الدنيا هي مزرعة للآخرة
ويجب علينا ألا نغمس أنفسنا في شهوات الدنيا
عازفين عن الآخرة حتى ولو كنا ملوك