القصة الثالثة ..
طفلة عمرها سنتان تريد أن تموت ..
__________
تقول لوالدتها أريد أموت
لا حول ولا قوة إلا بالله
في صبيحة يوم الجمعة كالمعتاد بدأت الأسرة يومها لكن في هذه المرة يوم مختلف لا يعلمون ماذا ينتظرهم به من آلم وحزن
استيقظت ألام للصلاة وايقضت أولادها الكبار للصلاة وبعد أداء صلاة الفجر ذهبت ألام كعادتها لتحضير الفطور المتواضع لها والى أطفالها
وعند عوده أولادها الكبار من المسجد طلبت من الكبير أن يذهب لشراء الخبز والأخر ذهب ليكمل نومه مع أخوته الثلاثة الآخرين ولدين وطفله عمرها سنتين
دخل الابن الأكبر 18 عام للعائلة وبيده الخبز سألته أمه عن التأخير قال انه التقى بأحد زملائه وتحدثا قليلا قالت له اذهب أيقظ أخوتك الفطور أصبح جاهز
كانت الأم جد حريصة على أطفالها لدرجة شديدة تخاف عليهم من كل شي وأكثر شي تخاف عليه طفلتها الصغيرة كيف لا تخاف عليها وهي الابنة الوحيدة بعد أربع أولاد وبعد انتظار دام سنين طويلة
بعد الفطور ذهبت الأم لشغل البيت وكلن من الأولاد الأربعة انشغل بنفسه وفجأة سمعوا أختهم الصغيرة (( سنتين )) تبكى بصوت عالي وتدور في البيت كالمجنونة
من غرفه لغرفه وتقول أريد أموت أريد أموت أريد أموت هذه الكلمة نزلت على ألام كالصاعقة هيا لها أنها تحلم ما الذي تسمعه لا مستحيل طفلة في هذا العمر كيف تعرف الموت وما هو السبب الذي جعلها تقول أنها ستموت اجتمع الأولاد منهم من بكى ومنهم من أنصدم لا يستطيع أن يتكلم من هول ما سمعوا هل هم في حلم
تمالكت ألام دموعها احتضنت ابنتها الصغيرة لعلها تهدى لكن الطفلة لا تريد أحد أن يمسكها أن يوقفها ضلت تردد أريد أموت اريد أموت لا تتوقف عن الصراخ ولا نطق هذه الكلمة بالعكس عندما أحد يحاول تهديتها تصرخ اريد أموت
اتصل الابن الأكبر على والده وكان ولده يعمل في منطقة بعيدة عنهم اخبره ابنه بما حصل تلعثم الأب قال سوف استأذن و أتى لكم الآن اتصلوا على أحد يذهب بها إلى المستشفى أسرعوا
ألام لم تعد أرجلها أن تحملها جثت على ركبتيها ودموعها لا تتوقف مثل المطر تحرق خديها تراقب ابنتها ذات السنتين وهي تدور وتبكى أريد أموت أريد أموت وكلمه موت لا تفارق شفتيها الصغيرتين
حتى ألام لم تستطع أن تتكلم ابنها يخبرها بما قاله أبيه أن تتصل على أحد لكي يذهب بها للمستشفى لكن ألام تنظر لابنتها مذهولة خائفة ويدور في خلدها أنها فعلا ستموت لان الطفل لا يعرف الموت وهي تقول إنها ستموت تريد أن تلتقط أخر لحظات لابنتها قبل
أن تموت تريد أن تملى عينيها بها قبل أن تفارقها لم ترى أمامها سوى ابنتها لم تسمع سوى صوت ابنتها وهي تردد اريد أموت
ولسان حالها يقول ليتني اقدر أن أموت بدل منك يا طفلتي
ذهب الابن الأكبر عندما فقد الأمل من رد أمه عليه لطلب أحد أعمامه أو أخواله وأخوته الباقين كلا في زاوية يرتجف ويبكى
والطفلة لازلت تدور وتدور وتردد أريد أموت وعند دخولها أحد الغرف فجأة توقف صوت بكاء الطفلة فجأة لم تعد تردد الموت
.
.
.
.
.
.
.
في هذه اللحظة صوبت عيون الأولاد الثلاثة تجاه الغرفة وقلوبهم تدق من الخوف ومن الصمت الذي حل بأختهم الصغيرة ماذا جري لها وهنا كاد قلب ألام أن يتوقف ابنتي ماتت نعم ماتت لكن لا تستطيع أن تذهب رباه كيف ماتت وهي الآن على أي منظر قبل أن تكمل ألام أفكارها
خرجت الطفلة من الغرفة وهي تضحك وتقول لقيت أموت وكانت تحمل ريموت التلفزيون في يدها
كانت تبحث عن الريموت ولكن بلكنة "لهجة" الطفولة
أكيد أعصابكم تحطمت ..